بيتكوين Bitcoin العملة الإلكترونية: الحل لمشاكل السودان الإقتصادية؟

Posted by Mohammed Mahgoub on Thu, Mar 27 2014 22:37:00

تتمتع فئة قليلة من لديهم حسابات في البنوك السودانية والمقدر نسبتهم بـ 4% بإستخدام الإنترنت أو الموبايل للإطلاع على حالة حساباتهم وعلى آخر العمليات البنكية الواردة أو الصادرة. للأسف بعض هذه البرامج تعاني من خروقات أمنية كبيرة في تصميمها. لكن هذا ليس موضوعنا اليوم فقد أردت فقط أن أقرب فكرة العملة الإلكترونية موضوع الحديث.


بمجرد إستخدامنا للخدمات الإلكترونية البنكية تتحول أموالنا من أوراق إلى أرقام على الأجهزة الرقمية نراها ولكن لا نلمسها وبحكم أن الخدمات الإلكترونية في السودان تعد في مهدها فإن الأموال عاجلاً ما تتحول إلى أوراق مرة أخرى. لكن تخيل عزيزي القارئ أن تكون جميع معاملات إلكترونية تذهب للبقالة فتدفع عن طريق بطاقاتك لا ترى سوى المبلغ المطالب به على شاشة البائع تذهب أيضاً الحلاق أو الكوافير فتدفع بنفس الطريقة تشتري الكهرباء بنفس الأسلوب، حتى تبرعك لمسجد الحي يتم إلكترونياً وإذا رغبت في تحويل المال لأهلك في الريف فإنك وبكبسة زر وفي أقل من 5 دقائق تفعل ذلك. لا أوراق مطلقاً!. بالمناسبة هذه الأشياء تحدث حالياً في بلدان كثيرة وستحدث برؤيتها الشاملة تلك عاجلاً أم آجلاً في السودان.



تلك التعاملات الإلكترونية هي (بنكية) في المقام الأول بمعنى أن البنوك هي المسؤولة عن التحقق من صحة حساباتنا وتحويل المال من جهة إلى أخرى. فمثلاً عند تحويل مبلغ من شخص إلى آخر فإن البنك يتحقق من أن المدين لديه المال الكافي لتحويل المبلغ ومن ثم تسجيل العملية في سجلاته للرجوع لها في حالة حدوث خلاف بين المستفدين، في المقابل وفي حالات كثيرة يقوم البنك بإستقطاع جزء من ذلك المبلغ لقاء الخدمة التي يقدمها. إذا البنك هو الجهة المركزية المسؤولة التي نرجع إليها، ويمكن أن نصف العملة التي نتبادلها بأنها أيضاً عملة مركزية، لذلك وصف بنك السودان بالمركزي فهو الجهة المصدرة للجنية السوداني.


النظام المركزي هو نظام معمول به منذ بدايات النظم البنكية وله منافع شتى لكن يمكن أن يكون مكبلاً خاصة في حالة مثل حالة السودان المقاطع عالمياً، فإنقطاع تعامل البنوك العالمية مع البنوك السودانية سيكبل الإقتصاد السوداني وذلك بتكبيله للشركات والأعمال التجارية لعدم تمكنها أو صعوبة تحويل الأموال من وإلى السودان خاصة الشركات والأعمال التجارية الناشئة والصغيرة.

 

بيتكوين Bitcoin العملة اللامركزية:

ماذا لو تمكن الناس من تحويل وإستقبال الأموال من دون الحاجة لجهة مركزية؟ أعلم أن هذا يغضب خبراء النظم البنكية! لكن هذا ما يحدث الآن في العالم.


قام أحد علماء الرياضيات ويدعى Satoshi Nakamoto بإختراع نظام كامل في العام 2009 لعملة إلكترونية لا مركزية أطلق عليها أسم بيتكوين (Bitcoin). لا مركزية أي أنه لا توجد جهة معنية بإصدارها أو تتدخل في التعاملات بين الأفراد أو الجهات. وإلكترونية أي أنها وبشكل كامل عبارة عن أرقام إلكترونية فقط وليسة لها هيئة ورقية أو معدينة كما أنها تعتمد وبشكل كامل على شبكة الإنترنت.


لكن من يصدر العملة؟ لا أحد! يتم إصدار العملة إلكترونياً وأتوماتيكياً عن طريق عملية يطلق عليها مجازاً التعدين وهي تنفيذ عمليات في غاية التعقيد عن طريق أجهزة الكمبيوتر المشاركة في شبكة البيتكوين. وينتج عن عملية التعدين هذه 25 بيتكوين كل عشر دقائق تقريباً توزع لأصحاب تلك الأجهزة المشاركة في عملية التعدين.


من يمسك الدفاتر؟ يتم حفظ السجلات أو الدفاتر على شبكة الإنترنت على جميع أجهزة الكمبيوتر والخوادم مما يجعل عمليات التحقق والتأكد من حصول التعاملات بين الجهات ممكنناً وبسيطاً.


لدى بيتكوين عدة خصائص تشبه بعضها ولحد كبير العملة العادية فمثلا إذا ضاعت تلك الأرقام فقد ضاعت للأبد وذلك كمن قام بحرق أموال ورقية. إحدى خصائصها أيضاً عدم وجود آليه لعكس عمليات التحويل كما أن التحويل يتم إلى ما يسمى المحفظة (Wallet) مباشرة والتي يتم الوصول إليها عن طريق عنوان يشبه رقم الحساب بيد أنه يضم أحرف وأرقام والمحفظة غير مرتبطة بأسم شخص معين أو بريد إلكتروني مما يجعل نظام بيتكوين يوفر خصوصية كبيرة للمستخدمين.


أحدى خصائصها المهمة هي محدودية أعدادها، ففي سوق البيتكوين الآن ما يقارب 12 مليون وحدة وستصل إلى 21 مليون في العام 2140 وهذا شئ في غاية الأهمية والعبقرية إذا فكرت فيه بعمق، أي أنه لا يوجد تضخم ولا يوجد بنك أو حكومة تقوم بطباعة أوراق ليست لها قيمة كما تفعل الحكومة الأمريكية الآن وذلك بعد أن فكت إرتباط الدولار بالذهب.

كيف يتم التحويل بين شخصين؟

بشكل مبسط لا بد للطرفين من تثبيت برنامج المحفظة الإلكترونية على جهاز الكمبيوتر أو أنشاء حسابات محفظة في إحدى المواقع التي توفر تلك الخدمة كموقع blockchain.info مثلاً.


يقوم الطرف الأول بإدخال عنوان المحفظة التي يرغب بإرسال الأموال لها وكتابة المبلغ ومن ثم الضغط على إرسال. يتم تسجيل العملية في الشبكة وذلك لكي لا يتمكن الشخص المرسل بإرسال تلك الأموال مرة أخرى لجهة أخرى.

ما هي قيمة عملة بيتكوين؟

إستعد للصعقة عزيزي القارئ فبعد أن أثبتت بيتكوين وجودها وفاعليتة نظامها أصبحت أغلى عملة عالمياً بعد أن كان سعرها لا يتعدى بضع سنتات من الدولار وصل سعرها في نهاية العام 2013 إلى 1200 دولار أمريكي للبيتكون الواحدة ويبلغ سعرها الآن 521 دولار. يجد الخبراء تقلب سعر البيتكوين في السوق العالمية أمراً عادياً بسبب عمرها الذي يعتبر صغيراً جداً لذا ينصحون بعدم جعل العملة نفسها سلعة بل يجب تحويل الأموال لعملة أكثر ثباتاً تفادياً للخسارة.

كيف يمكن الحصول على بيتكوين؟

بيتكوين عملة كباقى العملات وقد قامت صرافات عالمية متخصصة في بيع وتحويل البيتكوين للعملات الآخرى. كما يمكن الحصول عليها عن طريق التعدين وذلك بتثبيت برانامج التعدين جهاز الكمبيوتر. لكن وبعد أن أشتهرت البيتكوين أصبحت المسائل الحسابية التي يجب حلها في غاية الصعوبة وتتطلب أجهزة كمبيوتر خارقة السرعة فبجهاز الكمبيوتر العادي ستحصل على أقل من أجزاء قليلة من سينت واحد في اليوم وهو مبلغ هزيل لا يمكنك الإستفادة منه.


بعض الشركات تقوم اليوم بالإستثمار في هذا المجال وذلك بشراء أجهز كمبيوتر غالية جداً لإستخدامها في عمليات التعدين وتجني عليهم أموالاً طائلة يمكن أن تصل لملايين الدولارات في الشهر الواحد.

 

كيف يمكن أن تكون البيتكوين حل لمشاكل السودان الإقتصادية؟

تعاني الأرجنتين كما السودان من نسب تضخم عالية بلغت بين 25% إلى 30% لكن لها تجربة ناجحة جداً مع البيتكوين حتى أن البعض قام بإنتاج فيلم وثائقى قصير عن الأثر الإيجابي الذي جلبته العملة الجديدة للإقتصاد الأرجنتيني يقول أحد الأرجنينين في الفيلم "الأرجنتين بلد جميل وشعبه طيب وجميل أيضا لكنها فخ، لا يمكن تحويل البيسوس للدولار أو اليورو من البنك لا يمكن إجراء التحويلات البنكية لخارج الأرجنتين" ويقول آخر "تفقد أموالك بالبيسوس قيمتها بنسبة 25% كل عام"

 

هذه تقريباً نفس الصورة التي نعاني منها نحن في السودان مع إضافة الحصار الجائر على الشعب السوداني من قبل النظام العالمي.


التعامل بالبيتكوين يوفر للإقتصاد السوداني أموالاً طائلة ندفعها كرسوم مقابل تحويل العملات خارج السودان. كما سنتفادى وبنجاح الحصار على السودان وذلك بالتمتع بحرية تحويل الأموال من وإلى السودان وإجراء العمليات التجارية مع الجهات خارج السودان ومن جميع أنحاء العالم كا سيتمكن المواطن البسيط المغلوب على أمره من الحفاظ على قيمة مدخراته وعلى تعب وعرق جبينه.

Posted in Sudan

1 Comment

asim said on Jul 16, 2014
مشكور على الموضوع المميز

Add new comment